الجمعة 7 نوفمبر 2025 | 03:32 م

«صباع ديناميت على مكتب إحسان عبد القدوس».. حكاية التعيين الأخطر في تاريخ مجلة روزاليوسف!


في أجواء مئوية مجلة روزاليوسف، التي وُلدت من رحم الجسارة والتمرّد، تعود إلى الذاكرة حكايات تشبه أساطير الحبر والنار، ومن بينها تلك القصة التي رواها الأديب سليمان فياض في كتابه "النميمة"، حكاية تبدأ بطلب وظيفة وتنتهي بانفجار رمزي على مكتب الصحافة المصرية.

كان المشهد في أواخر الأربعينيات، حين وقف سعد زغلول فؤاد،  الشاب المندفع الباحث عن مكان في معبد الكلمة، أمام بوابة روزاليوسف.

 تقدم مرارًا بطلب التعيين، وكل مرة كان يتلقى اعتذارًا مهذبًا من رئيس التحرير إحسان عبد القدوس، الذي لم يتخيل أن الرفض الأخير سيقوده إلى لحظة تُروى بعد عقود كفصل من رواية الجنون الجميل.

في أحد الأيام، دخل سعد إلى المبنى العريق بوجهٍ متجهم وهدوءٍ يسبق العاصفة. طلب مقابلة رئيس التحرير، وما إن جلس أمامه حتى فتح حقيبة يده ببطء، وأخرج منها شيئًا صغيرًا ومخيفًا في آن واحد، كان عبارة عن صباع ديناميت حقيقي. وضعه على المكتب في صمت ثقيل، كمن يضع قلبه النابض فوق الطاولة.

تجمّد إحسان عبد القدوس للحظات، بعينين تلمعان بين الذهول والدهشة، قبل أن يبتسم ابتسامته الرقيقة المعهودة ويقول بهدوء لا يخلو من الذكاء: "اتفضل يا سعد، ابتدي شغلك من النهارده."

وهكذا، كان أول قرار تعيين في تاريخ الصحافة المصرية تم توقيعه تحت تهديد الديناميت!

قصة تكشف ليس فقط طرافة الموقف، بل روح ذلك العصر الصحفي الذي كانت فيه الكلمة تشعل ثورة، والمقال يشبه قنبلة، والصحافة نفسها مزيجًا من الجنون والجرأة والعشق للمخاطرة.

ومع مرور مئة عام على تأسيس روزاليوسف، تبقى تلك الواقعة شاهدًا على زمنٍ لم تكن فيه الصحافة مهنة عادية، بل حلبة نار يكتب فيها الصحفيون بدمائهم، ويوقّعون أحلامهم تحت لهب الحقيقة.

استطلاع راى

هل ترى أن دور الأحزاب السياسية في مصر يعكس طموحات الشارع ويسهم في حل المشكلات اليومية؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5380 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image